أدركت دفعتنا عهد الناظر المربي أحمد حسن فضل السيد وكان رقيقاً في إدارته يمشي في الناس بالحسنى والتي هي أحسن وقد بدأنا دق المعالق في عهده ولم ينفع معنا نصح ولا رجاء، ولا حسنى، وكان تهشيمنا في كل وجبة لقرابة الألف ملعقة يندرج في باب (الشبع) ليس إلا.
ويقولون إن الاسماك حين تشبع تقفز إلى خارج النهر، فالأكل المقرر لنا بحنتوب لم نكن نجد مثله عند أهلنا وجلنا أولاد طبقة وسطى وفقراء ومعظمنا أتى من القرى التي كان ينعدم فيها حتى الخبز دعك من السمك والفول والباسطة، كان الناظر أحمد حسن فضل السيد يحدثنا في اجتماع المدرسة أن كل شيء يسير على ما يرام، النشاط الدراسي والرياضي والمدرسة نظيفة والانضباط تام (بس يا أبنائي وقفوا دق المعالق.. كدا بتضروا مدرستكم، وبلدكم) وكان حاله معنا يتمثل في بيت الشعر: ترى أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي.
نخرج من الاجتماع، إلى الحصتين الصباحيتين ثم مباشرة إلى الافطار ودق المعالق، ذهب استاذنا أحمد حسن فضل السيد وجاء استاذنا ونجت برسوم لفترة قصيرة والحال في حاله، حتى جاءنا ناظراً الطود التربوي الرياضي الكبير هاشم ضيف الله ووقف على خشبة اجتماع المدرسة بجسم رياضي سليم يرتدى شورطاً أبيض وفنلة رياضية بيضاء وحذاءً رياضياً أبيض بشرابات بيضاء طويلة، كنا نجلس في الاجتماع على النجيلة والناظر والاساتذة في الكراسي على المسرح، حدق فينا الناظر الجديد ملياً لأكثر من أربع دقائق دون أن ينبس ببنت شفة مما أدخل فينا ما يشبه الارتعاب ومشاعر الخوف والحيطة، ثم خاطبنا: "ميادين المدرسة مهلهلة خاصة ميادين السلة والتنس وكرة اليد ونجايل كرة القدم دايرة تجديد، لكن مافي مشكلة ما دام قاعدين تدقوا المعالق.. إذاً مافي استاذ عندو ليكم كلام، ممكن تنصرفوا"، وانصرفنا والحيرة تفترس تفكيرنا.. ما علاقة دق المعالق بميادين الرياضة؟!، ذهبنا للفطور وبدأنا ندق المعالق لم تلفت انظارنا الساعة الحائطية الكبيرة التي علقت بالسفرة لتحسب زمن الدق، وقد كان خمس دقائق.. تناولنا الافطار اثناء ضوضاء تهشيم المعالق واتجهنا للفصول فوجدناها موصدة وعلى أبوابها بوستر كبير به توجيه للطلاب بمغادرة المدرسة إلى ذويهم لاتمام الأمنية من كل طالب، وهي 15 جنيهاً، تم خصم 10 جنيهات منها بواقع 2 جنيه لكل دقيقة في دق المعالق، وتمت الاشارة في البوستر إلى أن البنطون سيعمل في ترحيل الطلاب لمدني 24 ساعة، "فبهت الذي كفر"، نعم بهتنا جميعاً وما اصعب الذهاب للأهل في ذلك الزمان في موضوع يتعلق بالمال، تأبطنا شنطنا البائسة وذهبنا لاهلنا وعدنا بعد قرابة شهر توقفت فيه الدراسة لتأديبنا وحين اكتمل رجوعنا وقف الاستاذ هاشم ضيف الله يخبرنا أن الاستقطاع كان مفيداً (جددنا به شباب الميادين) ويطلب منا المزيد من دق المعالق، ولكن بعد ذلك صمتت المعالق للابد في حنتوب، كان هاشم ضيف الله طوداً راكزاً في التربية والوطنية والانضباط ترك بصمة في أبناء جيلنا لا تمحوها الأيام ولا يبليها الدهر.
علمنا التهذيب والتحضر والابتعاد عن ساقط القول، والفعل، وحببنا في الرياضة التي كان يتعشقها بصورة اسطورية لا حدود لها، اسقط عن تيم كرة القدم الأول وأنا منه المصاريف الدراسية ووضع لنا منضدة عالية سميت high table تقدم لنا فيها مأكولات فنادق الخمسة نجوم، وأذكر أنه قال لنا في آخر اجتماع قبل التخرج (لو لاقيتوني في دروب الحياة الواحد يقول اسمه وكان بلعب شنو) والحديث عن استاذنا الكبير الراحل هاشم ضيف الله يطول ولا تحيطه مثل مقالاتي هذه، كل من يكتب عن حنتوب يقفز عاجلاً للشخصيات التي تخرجت فيها ويذكر النميري والترابي ونقد وما درى الكثيرون أن ارتالاً من الشخصيات المهمة الأخرى خرجت من هناك حتى ليخيل لي والله أن متعلمي السودان كلهم تخرجوا منها، ومن ضمن زملائنا بنادي الخرطوم صديقنا البروفسير أحمد محمد علي اسماعيل الذي يدرس بالأحفاد وهو من خريجي حنتوب والاصدقاء بالنادي يهتمون بمقالاتي وأكثرهم اهتماماً البروفسير أحمد والصديق التاج سليمان وقد امطرني البروفسير أحمد بوابل من الخريجين بذاكرة صافية لا يحيط بالطبع مقالي هذا بأسمائهم والقائمة التي تضم رهطاً كبيراً من مرموقي الحياة السياسية والاجتماعية والأدبية في البلاد قائمة طويلة وتضم فيما تضم ثلاثة من الذين تبوأوا في مقبل الأيام منصب رئيس القضاء هم: مولانا خلف الله الرشيد ومولانا عبيد حاج علي، ومولانا فؤاد الأمين عبدالرحمن ومنصب رئيس القضاء إن عملت البلاد بنهج فصل السلطات يوازي منصب رئيس الجمهورية، كان ناظرنا الهمام هاشم ضيف الله رقيقاً ليناً معنا فرادى، إن دخلت عليه في المكتب لأمر يخصك عاملك برفق وابوة وطول بال، وحسن استقبال وإن خاطبنا جماعة مثلما يفعل في اجتماع المدرسة كان كالأسد الهصور، وكان نهج استاذنا الناظر أحمد حسن فضل السيد عكس هذا تماماً، يبدي لنا الاطراء ونحن جماعة ويتعسف معنا ونحن فرادى.
ومن خريجي حنتوب في مجال الشعر صلاح أحمد إبراهيم وصديقه شيبون والنور عثمان أبكر، ومحمد عبدالحي، وعمر عبدالماجد والزين عباس عمارة، والجيلي عبدالمنعم، وأبوآمنة حامد، وعبد الواحد عبد الله.
وشيبون صديق صلاح أحمد إبراهيم لم يخلف قصائد ولا ديوان شعر ولم نعرف عنه شيئاً إلا في قصائد صلاح:
"كان شيبون صموتاً
كان غاباً ملؤه الثوار يخفون سلاح
كان ليلاً عبقري البوح مشحوناً صباح
قلبه كالوردة الحمراء دامي الانفتاح
بجراح فجراح فجراح فجراح
كان شيبون له الشعر خميلة وله الشعب قبيلة
كان ريفي
كان كالسيل وكالظل الوريفي"
والنور عثمان أبكر شاعر مجيد أصدر ديوانه الأول (صحو الكلمات المنسية) وهو من رواد التغيير في الشعر، وأحد مؤسسي مدرسة الغابة والصحراء مع محمد المكي إبراهيم وعبدالحي.. وقد كان عبدالحي عبقري زمانه بلا منازع وشاعر لا يشق له غبار:
"اقرعي في عتمة الصمت المدوي
يانواقيس الرياح الأربعة
علَّ ذاك الميت يصحو
ويغني تحت شمس ساطعة"
وأبو آمنة الذي قضى بحنتوب عامين هو صاحب ديوان (ناصريون نعم) وأغنيات (سال من شعرها الذهب) و(وشوشني العبير)، و(مانسيناك) و(بنحب من بلدنا) وغيرها من روائع شعر الغناء، عمل بالبوليس ضابطاً ثم انتقل للعمل الإعلامي ملحقاً إعلامياً بالقاهرة وعاد للسودان وظل لردح طويل من الزمان بلا عمل ولا مصدر دخل حتى مضى إلى ربه قبل أشهر خلت أفقر ما يكون وأبأس ما يكون وهكذا حال جل أهل الفن ببلادنا، والزين عباس عمارة مقتدر في مجال الشعر وعبقري في مجال تخصصه الطب النفسي وقد أقام للطب النفسي صرحاً في دولة الإمارات، ودرب من أبناء الإمارات المئات ولما ادركه المعاش استبقته دولة الإمارات مستشاراً في مجال الطب النفسي، وقد عبر عن الصرح الذي شيده للطب النفسي هناك في حفل تكريمه بأبي ظبي:
"وصعدت في درج المعالي قمة وكأنني سافرت في غيماتي
واليوم أكتب صفحة في سيرتي وأخبر التاريخ موقع ذاتي
وأرى طريقي واضحاً خططته وحسبت في مشواره خطواتي
وأقول للتاريخ مهلك لحظة هذا زماني فأتني برواتي
شيدت في قلب الخليج منارة علمية عصرية الوحدات
ومدينة للطب في ارجائها يتناقش العلماء في الندوات
في حوزة علمية ليست لها أخرى تضاهيها على الساحات
شهدت لها كل العواصم موجة عبر الفضاء تبثها قنواتي
فأبحث عل كل المداخل حكمتي وارسم على جدرانها لوحاتي
دعني اودعكم وداع احبة واقول هات من المزيد وهات
قدر الرجال إذا تقدم عمرهم يترجلون كفارس الحلبات
ويلوحون مودعين جيادهم متطلعين إلى الرعيل الآتي"
أما عبدالواحد عبدالله فهو صاحب (اليوم نرفع راية استقلالنا)، و(احبابنا أهل الهوى)، وقد تقلد منصب مدير الاذاعة ثم هاجر خبيراً دولياً منذ ردح من الزمان.
ارسلت إبان عام الخرطوم عاصمة للثقافة العربية تذاكر سفر درجة أولى لعدد من شعراء بلادنا بالخارج وفيهم الزين عباس عمارة ومبارك حسن خليفة والنور عثمان أبكر، وخالد فتح الرحمن والسر أحمد قدور، وذلك للمشاركة في الليالي الشعرية لبى جميعهم الدعوة واعتذر النور عثمان أبكر، وقبل موعد حجزه وصل الزين عمارة على حسابه لم ينتظر تذاكرنا ونعمنا بصحبته الراقية من جديد.
دوائر ومجموعات متعددة من أبناء حنتوب يتجمعون شهرياً ويتصل ودادهم وقد اشتعلت الرؤوس شيباً وتزوج عيالهم وأضحوا اجداداً لاحفاد..هنالك مجموعة استاذنا الإداري الفذ أبوكشوة الذي تتلمذنا عليه في إدارة الحكم المحلي واللقاءات بينه وبين أبناء جيله من خريجي حنتوب تتم بمزرعته الرائعة بسوبا، وهناك مجموعة آدم تاج الدين وهناك مجموعة شرف الدين علي مالك، ومصطفى عبادي وعاصم مغربي وفؤاد أحمد مكي عبده والفاتح علي موسى ومحمد الفال، وإبراهيم الجمل.
والسؤال هل يعيد الدهر لنا من جديد طعم تلك الأيام الزاهية؟!.
من ابناء حنتوب الذين امتهنوا السياسة نقد والترابي وعمر نورالدائم وأحمد إبراهيم دريج وصلاح عبدالسلام الخليفة وشريف التهامي، وفاروق أبوعيسى، ومأمون سنادة، ومحمد يوسف محمد، والرشيد الطاهر وأحمد عبدالحليم، وجعفر شيخ إدريس وعثمان خالد مضوي والطيب أبوجديري وحامد الأنصاري وبابكر كرار، ومجذوب الخليفة وغيرهم، وغيرهم، فتأمل.
كان استاذنا الراحل العظيم هاشم ضيف الله يصف تصرفاتنا غير اللائقة بتصرفات (الاهالي) باعتبار أن الأهالي بسبب اميتهم لا يعرفون التصرف الحضاري، وهاشم ضيف الله أكثر من رأينا تحضراً وانضباطاً ورقياً، ومن القصص الطريفة عن هاشم ضيف الله أن الاستاذ حسبو استاذنا للفنون قال له مرة: "يا استاذ هاشم انت نص عمرك ضائع لأنك ما حصل اكلت فول"، وكان رده: "يا استاذ حسبو اعفيني من حاجات الأهالي دي"، ولكن استاذ حسبو ظل يلاحقه ويلح عليه أن يشاركهم بود مدني وجبة فول فوافق الناظر على مضض وكانت مطاعم الفول في ود مدني من أرقى ما يكون خاصة (أبوظريفة).
دخل الاساتذة ومعهم صيدهم الثمين هاشم ضيف الله المطعم، وقد تلفت يمنة ويسرى حتى لا يشاهده أحد ودخل باستحياء وتوجس واستاذ حسبو سعيد بنصره المؤزر، وبعد جلوسهم على المنضدة خاطب الاستاذ حسبو الجرسون: "اعمل لينا ثلاثة فول وظبتم"، فصاح الجرسون بصوت عالٍ للطباخ وهو يبعد منه كثيراً: "ثلاثة فول وظبطم"، فامسك به الاستاذ هاشم ضيف الله من تلابيبه قائلاً: "ياخي الفضائح شنو انت الطباخ دا موش حتمشي تجيب منه الفول.. ما تقول ليهو الكلام بعد ما تصلو".
كان يسألنا (بتاكلوا التسالي ليه.. في إنسان متحضر بياكل تسالي.. أنتو أهالي؟) رحم الله أستاذنا الكبير هاشم ضيف الله الذي علمنا التحضر والتهذيب والانضباط وحب الوطن.
ومن أبناء حنتوب الذين شغفوا بكرة القدم لعباً وإدارة كمال شداد وسيد سليم وطه علي البشير وإبراهيم محجوب ومعتمد أحمد أمين الذي أضحى وزيراً للصحة وخبيراً بالأمم المتحدة.. ومن لعيبة الكرة الأفذاذ في زماننا مصطفى أحمد المصطفى الذي كانت تتغنى باسمه جماهير المريخ. ومن الذين أضحوا من مشاهير الأطباء بالسودان من خريجي حنتوب د.عمر بليل ود.زاكي الدين محمد ود.حداد عمر ومن الجيل اللاحق د.يعقوب عبد الماجد ود.كمال أبو سن ويعقوب يجمع الفن والطب معاً، ومن مشاهير أهل القانون شدو ودفع الله الرضي ود.أمين مكي ود.التجاني الكارب وفاروق أبو عيسي ومن الذين اصابوا المال والثراء فتح الرحمن البشير وأمين أحمد عبد اللطيف ومن الأكاديميين الذين تخرجوا من حنتوب عبد الملك محمد عبد الرحمن وعمر الأقرع ومحمد الحسن الجاك، وصلاح الكارب والنعمة إبراهيم وعلي فضل وأحمد محمد علي إسماعيل ومن الذين ارتادوا العسكرية والشرطة عوض سلاطين وهمرور والصادق محمد الحسن وعبد الحميد عبد الماجد وعبد البديع علي كرار وخالد الأمين وعزالدين علي مالك وشرف الدين علي مالك والشيخ مصطفى وهاشم حسب الرسول وغيرهم.
هذا المقال يضيق عن أبناء حنتوب وكلهم أسهم في تطور بلادنا في مجاله وكلهم بذل وتفانى في خدمتها منهم من ذهب إلى ربه ومنهم من لا يزال يغدق العطاء لبلاده، ومنهم من أقعده العمر وقد بذل واعطى.. للذين لم نورد أسماءهم سهواً اعتذارانا. وحنتوب لم تكن لأبناء السودان وحدهم كان معنا أبناء حضرموت واليمن والصومال وأثيوبيا وحدثني بروفيسور صلاح الكارب ان أول سفير للصومال بالسودان هو عبد الرحمن محمد وكان دفعتهم بحنتوب. فتأمل، من بالله أعلن النعي على ذاك الزمان؟.
وافاني الأستاذ الفاضل عبد الوهاب الحاج بالرسالة الرقيقة أدناها وشفعها بقصيدة في وصف حنتوب يجاري فيها المتنبي في قصيدته "شِعب بوان" وقد أدهشتني شاعريته وحذقه للنظم وسوف أنشر القصيدة بإذن الله في حنتوب (3) الأسبوع القادم.
الأستاذ كامل عبد الماجد
لك التحايا والود تابعت ذكرياتكم العطرة عن حنتوب الجميلة وأتواصل مع تلك الثرثرات الثرة والذكريات العبقة الأنيقة على صفحات السوداني تحفة الجمعة الحافلة بالأقلام الرشيقة والكلمات المترعة لقد أعادتني ذكرياتك عن حنتوب إلى لحظات رائعة أتاحتها لنا فترة تصحيح الشهادة السودانية بتلك الروضة الغناء مع كوكبة من أفذاذ المعلمين "منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر" شعراء وأدباء برعوا في تلك الأمسيات وخلال مساجلاتهم وندواتهم الأدبية على منبرهم المسمى "السقيفة" .
لقد ساقتنا المقادير سوقاً إلى حنتوب ، وبهرنا فيها جمالها واخضرارها وطبيعتها الخلابة ، ولأن الحديث ذو شجون – وبينما كنا عصراً على تلك الرمال الذهبية لذلك الشاطئ النضر تذكر البعض رائعة أبي الطيب "مغاني الشعب" وما الذي رآه أمير القوافي هنالك ليبدع تلك اللوحة الجميلة عندما ساقته المقادير أيضاً إلى تلك البقاع ؟
وماذا كنا سنسمع إذا قدر لشاعر العربية الفذ ، ونايها الطروب ، وقيثارتها التي عزفت أروع الألحان وأعذبها وأخلدها – إذا قدر له أن يرى كل هذا البهاء والألق بحنتوب ؟.
وعندما تجرأ البعض مقترحاً مجاراة لأبي الطيب ومضاهاة "لشعب حنتوب بشعب بوان" وكان نصيبي هذه الخاطرة المرفقة – ولأبي الطيب العتبى حتى الرضاء ، ولك ولأولئك الأخوة الأجلاء ولحنتوب الجميلة كل الحب والشوق على أمل اللقاء.
عبد الوهاب الحاج
الارتقاء الثانوية بحري
والشكر للأصدقاء بروف أحمد محمد علي إسماعيل بجامعة الأحفاد الذي أحاطني بمعظم ما أوردت من أسماء والشكر أيضاً لأخي آدم تاج الدين والتهنئة للأستاذ أحمد طه لزواج ابنته عزة والتهنئة للشاعر الكبير مبارك حسن خليفة لزواج ابنه، وقد أخطأت حين هنأت صديقنا الحميم إبراهيم يوسف حامد بزواج كريمته والصحيح زواج نجله أكرم له اعتذاري ومبروك لأكرم وعروسته ولإبراهيم واسرته.
ويقولون إن الاسماك حين تشبع تقفز إلى خارج النهر، فالأكل المقرر لنا بحنتوب لم نكن نجد مثله عند أهلنا وجلنا أولاد طبقة وسطى وفقراء ومعظمنا أتى من القرى التي كان ينعدم فيها حتى الخبز دعك من السمك والفول والباسطة، كان الناظر أحمد حسن فضل السيد يحدثنا في اجتماع المدرسة أن كل شيء يسير على ما يرام، النشاط الدراسي والرياضي والمدرسة نظيفة والانضباط تام (بس يا أبنائي وقفوا دق المعالق.. كدا بتضروا مدرستكم، وبلدكم) وكان حاله معنا يتمثل في بيت الشعر: ترى أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي.
نخرج من الاجتماع، إلى الحصتين الصباحيتين ثم مباشرة إلى الافطار ودق المعالق، ذهب استاذنا أحمد حسن فضل السيد وجاء استاذنا ونجت برسوم لفترة قصيرة والحال في حاله، حتى جاءنا ناظراً الطود التربوي الرياضي الكبير هاشم ضيف الله ووقف على خشبة اجتماع المدرسة بجسم رياضي سليم يرتدى شورطاً أبيض وفنلة رياضية بيضاء وحذاءً رياضياً أبيض بشرابات بيضاء طويلة، كنا نجلس في الاجتماع على النجيلة والناظر والاساتذة في الكراسي على المسرح، حدق فينا الناظر الجديد ملياً لأكثر من أربع دقائق دون أن ينبس ببنت شفة مما أدخل فينا ما يشبه الارتعاب ومشاعر الخوف والحيطة، ثم خاطبنا: "ميادين المدرسة مهلهلة خاصة ميادين السلة والتنس وكرة اليد ونجايل كرة القدم دايرة تجديد، لكن مافي مشكلة ما دام قاعدين تدقوا المعالق.. إذاً مافي استاذ عندو ليكم كلام، ممكن تنصرفوا"، وانصرفنا والحيرة تفترس تفكيرنا.. ما علاقة دق المعالق بميادين الرياضة؟!، ذهبنا للفطور وبدأنا ندق المعالق لم تلفت انظارنا الساعة الحائطية الكبيرة التي علقت بالسفرة لتحسب زمن الدق، وقد كان خمس دقائق.. تناولنا الافطار اثناء ضوضاء تهشيم المعالق واتجهنا للفصول فوجدناها موصدة وعلى أبوابها بوستر كبير به توجيه للطلاب بمغادرة المدرسة إلى ذويهم لاتمام الأمنية من كل طالب، وهي 15 جنيهاً، تم خصم 10 جنيهات منها بواقع 2 جنيه لكل دقيقة في دق المعالق، وتمت الاشارة في البوستر إلى أن البنطون سيعمل في ترحيل الطلاب لمدني 24 ساعة، "فبهت الذي كفر"، نعم بهتنا جميعاً وما اصعب الذهاب للأهل في ذلك الزمان في موضوع يتعلق بالمال، تأبطنا شنطنا البائسة وذهبنا لاهلنا وعدنا بعد قرابة شهر توقفت فيه الدراسة لتأديبنا وحين اكتمل رجوعنا وقف الاستاذ هاشم ضيف الله يخبرنا أن الاستقطاع كان مفيداً (جددنا به شباب الميادين) ويطلب منا المزيد من دق المعالق، ولكن بعد ذلك صمتت المعالق للابد في حنتوب، كان هاشم ضيف الله طوداً راكزاً في التربية والوطنية والانضباط ترك بصمة في أبناء جيلنا لا تمحوها الأيام ولا يبليها الدهر.
علمنا التهذيب والتحضر والابتعاد عن ساقط القول، والفعل، وحببنا في الرياضة التي كان يتعشقها بصورة اسطورية لا حدود لها، اسقط عن تيم كرة القدم الأول وأنا منه المصاريف الدراسية ووضع لنا منضدة عالية سميت high table تقدم لنا فيها مأكولات فنادق الخمسة نجوم، وأذكر أنه قال لنا في آخر اجتماع قبل التخرج (لو لاقيتوني في دروب الحياة الواحد يقول اسمه وكان بلعب شنو) والحديث عن استاذنا الكبير الراحل هاشم ضيف الله يطول ولا تحيطه مثل مقالاتي هذه، كل من يكتب عن حنتوب يقفز عاجلاً للشخصيات التي تخرجت فيها ويذكر النميري والترابي ونقد وما درى الكثيرون أن ارتالاً من الشخصيات المهمة الأخرى خرجت من هناك حتى ليخيل لي والله أن متعلمي السودان كلهم تخرجوا منها، ومن ضمن زملائنا بنادي الخرطوم صديقنا البروفسير أحمد محمد علي اسماعيل الذي يدرس بالأحفاد وهو من خريجي حنتوب والاصدقاء بالنادي يهتمون بمقالاتي وأكثرهم اهتماماً البروفسير أحمد والصديق التاج سليمان وقد امطرني البروفسير أحمد بوابل من الخريجين بذاكرة صافية لا يحيط بالطبع مقالي هذا بأسمائهم والقائمة التي تضم رهطاً كبيراً من مرموقي الحياة السياسية والاجتماعية والأدبية في البلاد قائمة طويلة وتضم فيما تضم ثلاثة من الذين تبوأوا في مقبل الأيام منصب رئيس القضاء هم: مولانا خلف الله الرشيد ومولانا عبيد حاج علي، ومولانا فؤاد الأمين عبدالرحمن ومنصب رئيس القضاء إن عملت البلاد بنهج فصل السلطات يوازي منصب رئيس الجمهورية، كان ناظرنا الهمام هاشم ضيف الله رقيقاً ليناً معنا فرادى، إن دخلت عليه في المكتب لأمر يخصك عاملك برفق وابوة وطول بال، وحسن استقبال وإن خاطبنا جماعة مثلما يفعل في اجتماع المدرسة كان كالأسد الهصور، وكان نهج استاذنا الناظر أحمد حسن فضل السيد عكس هذا تماماً، يبدي لنا الاطراء ونحن جماعة ويتعسف معنا ونحن فرادى.
ومن خريجي حنتوب في مجال الشعر صلاح أحمد إبراهيم وصديقه شيبون والنور عثمان أبكر، ومحمد عبدالحي، وعمر عبدالماجد والزين عباس عمارة، والجيلي عبدالمنعم، وأبوآمنة حامد، وعبد الواحد عبد الله.
وشيبون صديق صلاح أحمد إبراهيم لم يخلف قصائد ولا ديوان شعر ولم نعرف عنه شيئاً إلا في قصائد صلاح:
"كان شيبون صموتاً
كان غاباً ملؤه الثوار يخفون سلاح
كان ليلاً عبقري البوح مشحوناً صباح
قلبه كالوردة الحمراء دامي الانفتاح
بجراح فجراح فجراح فجراح
كان شيبون له الشعر خميلة وله الشعب قبيلة
كان ريفي
كان كالسيل وكالظل الوريفي"
والنور عثمان أبكر شاعر مجيد أصدر ديوانه الأول (صحو الكلمات المنسية) وهو من رواد التغيير في الشعر، وأحد مؤسسي مدرسة الغابة والصحراء مع محمد المكي إبراهيم وعبدالحي.. وقد كان عبدالحي عبقري زمانه بلا منازع وشاعر لا يشق له غبار:
"اقرعي في عتمة الصمت المدوي
يانواقيس الرياح الأربعة
علَّ ذاك الميت يصحو
ويغني تحت شمس ساطعة"
وأبو آمنة الذي قضى بحنتوب عامين هو صاحب ديوان (ناصريون نعم) وأغنيات (سال من شعرها الذهب) و(وشوشني العبير)، و(مانسيناك) و(بنحب من بلدنا) وغيرها من روائع شعر الغناء، عمل بالبوليس ضابطاً ثم انتقل للعمل الإعلامي ملحقاً إعلامياً بالقاهرة وعاد للسودان وظل لردح طويل من الزمان بلا عمل ولا مصدر دخل حتى مضى إلى ربه قبل أشهر خلت أفقر ما يكون وأبأس ما يكون وهكذا حال جل أهل الفن ببلادنا، والزين عباس عمارة مقتدر في مجال الشعر وعبقري في مجال تخصصه الطب النفسي وقد أقام للطب النفسي صرحاً في دولة الإمارات، ودرب من أبناء الإمارات المئات ولما ادركه المعاش استبقته دولة الإمارات مستشاراً في مجال الطب النفسي، وقد عبر عن الصرح الذي شيده للطب النفسي هناك في حفل تكريمه بأبي ظبي:
"وصعدت في درج المعالي قمة وكأنني سافرت في غيماتي
واليوم أكتب صفحة في سيرتي وأخبر التاريخ موقع ذاتي
وأرى طريقي واضحاً خططته وحسبت في مشواره خطواتي
وأقول للتاريخ مهلك لحظة هذا زماني فأتني برواتي
شيدت في قلب الخليج منارة علمية عصرية الوحدات
ومدينة للطب في ارجائها يتناقش العلماء في الندوات
في حوزة علمية ليست لها أخرى تضاهيها على الساحات
شهدت لها كل العواصم موجة عبر الفضاء تبثها قنواتي
فأبحث عل كل المداخل حكمتي وارسم على جدرانها لوحاتي
دعني اودعكم وداع احبة واقول هات من المزيد وهات
قدر الرجال إذا تقدم عمرهم يترجلون كفارس الحلبات
ويلوحون مودعين جيادهم متطلعين إلى الرعيل الآتي"
أما عبدالواحد عبدالله فهو صاحب (اليوم نرفع راية استقلالنا)، و(احبابنا أهل الهوى)، وقد تقلد منصب مدير الاذاعة ثم هاجر خبيراً دولياً منذ ردح من الزمان.
ارسلت إبان عام الخرطوم عاصمة للثقافة العربية تذاكر سفر درجة أولى لعدد من شعراء بلادنا بالخارج وفيهم الزين عباس عمارة ومبارك حسن خليفة والنور عثمان أبكر، وخالد فتح الرحمن والسر أحمد قدور، وذلك للمشاركة في الليالي الشعرية لبى جميعهم الدعوة واعتذر النور عثمان أبكر، وقبل موعد حجزه وصل الزين عمارة على حسابه لم ينتظر تذاكرنا ونعمنا بصحبته الراقية من جديد.
دوائر ومجموعات متعددة من أبناء حنتوب يتجمعون شهرياً ويتصل ودادهم وقد اشتعلت الرؤوس شيباً وتزوج عيالهم وأضحوا اجداداً لاحفاد..هنالك مجموعة استاذنا الإداري الفذ أبوكشوة الذي تتلمذنا عليه في إدارة الحكم المحلي واللقاءات بينه وبين أبناء جيله من خريجي حنتوب تتم بمزرعته الرائعة بسوبا، وهناك مجموعة آدم تاج الدين وهناك مجموعة شرف الدين علي مالك، ومصطفى عبادي وعاصم مغربي وفؤاد أحمد مكي عبده والفاتح علي موسى ومحمد الفال، وإبراهيم الجمل.
والسؤال هل يعيد الدهر لنا من جديد طعم تلك الأيام الزاهية؟!.
من ابناء حنتوب الذين امتهنوا السياسة نقد والترابي وعمر نورالدائم وأحمد إبراهيم دريج وصلاح عبدالسلام الخليفة وشريف التهامي، وفاروق أبوعيسى، ومأمون سنادة، ومحمد يوسف محمد، والرشيد الطاهر وأحمد عبدالحليم، وجعفر شيخ إدريس وعثمان خالد مضوي والطيب أبوجديري وحامد الأنصاري وبابكر كرار، ومجذوب الخليفة وغيرهم، وغيرهم، فتأمل.
كان استاذنا الراحل العظيم هاشم ضيف الله يصف تصرفاتنا غير اللائقة بتصرفات (الاهالي) باعتبار أن الأهالي بسبب اميتهم لا يعرفون التصرف الحضاري، وهاشم ضيف الله أكثر من رأينا تحضراً وانضباطاً ورقياً، ومن القصص الطريفة عن هاشم ضيف الله أن الاستاذ حسبو استاذنا للفنون قال له مرة: "يا استاذ هاشم انت نص عمرك ضائع لأنك ما حصل اكلت فول"، وكان رده: "يا استاذ حسبو اعفيني من حاجات الأهالي دي"، ولكن استاذ حسبو ظل يلاحقه ويلح عليه أن يشاركهم بود مدني وجبة فول فوافق الناظر على مضض وكانت مطاعم الفول في ود مدني من أرقى ما يكون خاصة (أبوظريفة).
دخل الاساتذة ومعهم صيدهم الثمين هاشم ضيف الله المطعم، وقد تلفت يمنة ويسرى حتى لا يشاهده أحد ودخل باستحياء وتوجس واستاذ حسبو سعيد بنصره المؤزر، وبعد جلوسهم على المنضدة خاطب الاستاذ حسبو الجرسون: "اعمل لينا ثلاثة فول وظبتم"، فصاح الجرسون بصوت عالٍ للطباخ وهو يبعد منه كثيراً: "ثلاثة فول وظبطم"، فامسك به الاستاذ هاشم ضيف الله من تلابيبه قائلاً: "ياخي الفضائح شنو انت الطباخ دا موش حتمشي تجيب منه الفول.. ما تقول ليهو الكلام بعد ما تصلو".
كان يسألنا (بتاكلوا التسالي ليه.. في إنسان متحضر بياكل تسالي.. أنتو أهالي؟) رحم الله أستاذنا الكبير هاشم ضيف الله الذي علمنا التحضر والتهذيب والانضباط وحب الوطن.
ومن أبناء حنتوب الذين شغفوا بكرة القدم لعباً وإدارة كمال شداد وسيد سليم وطه علي البشير وإبراهيم محجوب ومعتمد أحمد أمين الذي أضحى وزيراً للصحة وخبيراً بالأمم المتحدة.. ومن لعيبة الكرة الأفذاذ في زماننا مصطفى أحمد المصطفى الذي كانت تتغنى باسمه جماهير المريخ. ومن الذين أضحوا من مشاهير الأطباء بالسودان من خريجي حنتوب د.عمر بليل ود.زاكي الدين محمد ود.حداد عمر ومن الجيل اللاحق د.يعقوب عبد الماجد ود.كمال أبو سن ويعقوب يجمع الفن والطب معاً، ومن مشاهير أهل القانون شدو ودفع الله الرضي ود.أمين مكي ود.التجاني الكارب وفاروق أبو عيسي ومن الذين اصابوا المال والثراء فتح الرحمن البشير وأمين أحمد عبد اللطيف ومن الأكاديميين الذين تخرجوا من حنتوب عبد الملك محمد عبد الرحمن وعمر الأقرع ومحمد الحسن الجاك، وصلاح الكارب والنعمة إبراهيم وعلي فضل وأحمد محمد علي إسماعيل ومن الذين ارتادوا العسكرية والشرطة عوض سلاطين وهمرور والصادق محمد الحسن وعبد الحميد عبد الماجد وعبد البديع علي كرار وخالد الأمين وعزالدين علي مالك وشرف الدين علي مالك والشيخ مصطفى وهاشم حسب الرسول وغيرهم.
هذا المقال يضيق عن أبناء حنتوب وكلهم أسهم في تطور بلادنا في مجاله وكلهم بذل وتفانى في خدمتها منهم من ذهب إلى ربه ومنهم من لا يزال يغدق العطاء لبلاده، ومنهم من أقعده العمر وقد بذل واعطى.. للذين لم نورد أسماءهم سهواً اعتذارانا. وحنتوب لم تكن لأبناء السودان وحدهم كان معنا أبناء حضرموت واليمن والصومال وأثيوبيا وحدثني بروفيسور صلاح الكارب ان أول سفير للصومال بالسودان هو عبد الرحمن محمد وكان دفعتهم بحنتوب. فتأمل، من بالله أعلن النعي على ذاك الزمان؟.
وافاني الأستاذ الفاضل عبد الوهاب الحاج بالرسالة الرقيقة أدناها وشفعها بقصيدة في وصف حنتوب يجاري فيها المتنبي في قصيدته "شِعب بوان" وقد أدهشتني شاعريته وحذقه للنظم وسوف أنشر القصيدة بإذن الله في حنتوب (3) الأسبوع القادم.
الأستاذ كامل عبد الماجد
لك التحايا والود تابعت ذكرياتكم العطرة عن حنتوب الجميلة وأتواصل مع تلك الثرثرات الثرة والذكريات العبقة الأنيقة على صفحات السوداني تحفة الجمعة الحافلة بالأقلام الرشيقة والكلمات المترعة لقد أعادتني ذكرياتك عن حنتوب إلى لحظات رائعة أتاحتها لنا فترة تصحيح الشهادة السودانية بتلك الروضة الغناء مع كوكبة من أفذاذ المعلمين "منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر" شعراء وأدباء برعوا في تلك الأمسيات وخلال مساجلاتهم وندواتهم الأدبية على منبرهم المسمى "السقيفة" .
لقد ساقتنا المقادير سوقاً إلى حنتوب ، وبهرنا فيها جمالها واخضرارها وطبيعتها الخلابة ، ولأن الحديث ذو شجون – وبينما كنا عصراً على تلك الرمال الذهبية لذلك الشاطئ النضر تذكر البعض رائعة أبي الطيب "مغاني الشعب" وما الذي رآه أمير القوافي هنالك ليبدع تلك اللوحة الجميلة عندما ساقته المقادير أيضاً إلى تلك البقاع ؟
وماذا كنا سنسمع إذا قدر لشاعر العربية الفذ ، ونايها الطروب ، وقيثارتها التي عزفت أروع الألحان وأعذبها وأخلدها – إذا قدر له أن يرى كل هذا البهاء والألق بحنتوب ؟.
وعندما تجرأ البعض مقترحاً مجاراة لأبي الطيب ومضاهاة "لشعب حنتوب بشعب بوان" وكان نصيبي هذه الخاطرة المرفقة – ولأبي الطيب العتبى حتى الرضاء ، ولك ولأولئك الأخوة الأجلاء ولحنتوب الجميلة كل الحب والشوق على أمل اللقاء.
عبد الوهاب الحاج
الارتقاء الثانوية بحري
والشكر للأصدقاء بروف أحمد محمد علي إسماعيل بجامعة الأحفاد الذي أحاطني بمعظم ما أوردت من أسماء والشكر أيضاً لأخي آدم تاج الدين والتهنئة للأستاذ أحمد طه لزواج ابنته عزة والتهنئة للشاعر الكبير مبارك حسن خليفة لزواج ابنه، وقد أخطأت حين هنأت صديقنا الحميم إبراهيم يوسف حامد بزواج كريمته والصحيح زواج نجله أكرم له اعتذاري ومبروك لأكرم وعروسته ولإبراهيم واسرته.
No comments:
Post a Comment